أصل هذه القصة أحدوثة، وما أصغرها من أحدوثة، جرت على الألسنة في إيطاليا وتداولتها نقلاً عنها سائر الأمم: محصلها أن فتاة ذات مال وافر وجمال باهر وعقل كالكوكب الزاهر كان قد مات عنها أبواها فخطبها إلى نفسها ملك مراكش وأمير أراغون في جملة النبهاء ممن خطبها ولكنها وجدت الميل إلى شاب رقيق الحال من مسقط رأسها ومن بني جنسها استدان المال الذي أنفقه في الزلفى إليها بضمان صديق له فقير مثله رهن لليهودي الذي أقرض ذلك المال رطلاً من لحم صدره فاستخارت الفتاة الله في مستقبلها وناطت أمرها بثلاثة صناديق ذهبي وفضي ورصاصي جعلت في الأول منها جمجمة ميت وفي الثاني رأس هُزأة أبله وفي الثالث رسمها فمن اختار من الخطّاب الصندوق الذي فيه رسمها أصبحت له حليلة.